بعد وفاة طفل بورسعيد| مطالبات بحظر «بابجي».. والأزهر: تخطف العقول
في ظروف غامضة توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاما، حيث عثرت عليه أسرته فاقدا النطق وبجواره هاتفه المحمول وعليه لعبة بابجي، فهرولت به إلى المستشفى، لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وتبين أنه أصيب بـ”سكتة قلبية” أودت بحياته، فهل كانت “بابجي” سر الوفاة؟.
الطفل محمد.س، ابن محافظة بورسعيد، لم يكن الطفل الوحيد الذي راح ضحية لعبة “بابجي”، فرغم أن النيابة لا تزال تبحث عن ملابسات الحادث، إلا أنه وفقا لرواية الأسرة فإن “لعبة” بابجي هي السر الكامن وراء الوفاة، ليلحق محمد بغيره من الأطفال الذين انغمسوا في تلك اللعبة حتى أودت بحياتهم.
تلك الحوادث التي كان سببها الرئيسي والمباشر لعبة “بابجي” دفعت العديد من أولياء الأمور لتدشين هاشتاج يطالبون من خلاله بحظر تلك اللعبة في مصر لما تشكله من خطر على الأطفال، وهو ما وافق عليه “الأزهر الشريف” الذي جدد تحذيره من مخاطر تلك اللعبة.
الأزهر: هذه الألعاب حرام
وجدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحذيره من مخاطر تلك اللعبة التي رأها أنها تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته.
وأضاف مركز الأزهر، في بيان، أنه مؤخرا انتشرت لُعبة تُدعى (مومو) وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و(pubg).
وتابع أن هذه الألعاب تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى، وبها عوامل جذب قد ينسى اللاعب أثناء لعبها نفسه ومسئولياته، وهو الأمر الذي يؤثر على صحته وحياته ونجاحه.
وأشار المركز إلى أنه رصد أخبارا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].
وحذر الأزهر من خطورة تلك الألعاب، داعيا العلماء والدعاة والمعلمين إلى ضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيدًا على حُرْمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع .
وشدد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية على تجريم هذا النوع من الألعاب، مهيبا بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة إلى منع هذا النوع من الألعاب.
نصائح لحماية الأطفال
ووجه مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، عدة نصائحَ لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائه وتنشئتهم تنشئة سوية واعية تقيهم من أمثال هذه المخاطر، وهي كالتالي:
1) الحرص على مُتابعة الأبناء بصفةٍ مُستمرة على مدار السّاعة.
2) مُراقبة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.
3) شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النّافعة، والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
4) التأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب.
5) مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم، مع توجيه النّصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم.
6) تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم.
7) التّشجيع الدّائم للشّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.
8) منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.
9) تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، وتحمل مسئولياتهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع.
10) تخير الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.
11) التّنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التى يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين، وصونه عن كل ما يُؤذيه.
حوادث سببتها “بابجي”
تسببت لعبة “بابجي” في حوادث كثيرة راح ضحيتها أطفال وشباب، اندفعوا وراء تلك اللعبة فكانت نهايتهم مأساوية ما بين وفاة وجروح وغيرها.
ففي فبراير الماضي تعرض طفل، لجروح قطعية بسبب لعبة “بابجي”، فقد توعده زميل له في اللعبة بأن يقتله في الحقيقة كما قتله هو في اللعبة، فأصابه بجروح قطعية.
وقد روى الدكتور عمرو عبدالمنعم، أستاذ جراحة القلب والصدر، تفاصيل الواقعة مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج “التاسعة” المذاع عبر القناة الأولى بالتلفزيون المصري، قائلا “بعد ما فاز على زميله قال له أنت موتني في اللعبة وأنا هموتك حقيقي”، وبالفعل أصابه بـ4 جروح قطعية.
خطورة لعبة بابجي امتدت إلى عدد من دول العالم وليس مصر وحدها، ففي الهند أقدم طفل على الانتحار عبر مروحة هوائية معلقة في سقف غرفته، استجابة لتحديات اللعبة، ما أدى إلى وفاته.